المستشفى الافتراضي.. نقلة نوعية

ضمن سعيها لاستكمال مستهدفات الرؤية ودور برنامج أداء الصحة، الذي تنفذه وزارة الصحة لتحسين كفاءة وجودة الخدمات الصحية على ضوء ما يحظى به قطاع الخدمات الصحية من رعاية مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- أعلنت وزارة الصحة مؤخراً تدشين المستشفى الافتراضي، وهو مستشفى يعمل وفق أحدث التقنيات الصحية الافتراضية النوعية بهدف تسهيل حصول المواطن والمقيم على الخدمة الصحية التخصصية في الوقت المناسب وفي أوسع نطاق جغرافي ممكن، وهذا المشروع يمثل مجالاً آخر للأفكار والمشروعات، التي تنفذها بلادنا في كثير من المجالات بجهود أبنائها، وقد خطط له ليقدم الخدمات الصحية التخصصية لما يناهز نصف مليون مريض في العام سوف يمكنهم من الاستفادة من (34) تخصصاً دقيقاً من التخصصات الطبية، والحصول على الاستشارات الطبية اللازمة من خلال تواصلهم مع الأطباء عن بُعد، كما يتيح في نفس الوقت للأطباء والمختصين تبادل الخبرات ونقل التجارب والاستفادة منها، وإتاحة الخدمات للمحتاجين إليها من سكان المدن والقرى والهجر النائية عبر الطب الاتصالي. ولا شك أن ما سوف يقدمه المستشفى هو عمل نوعي وفريد بدعم للمنشآت الصحية في سائر أنحاء البلاد ويساعدها في تخطيط أفضل للمواعيد الممنوحة للمرضى حضورياً، وهو بذلك يكون المستشفى الأول من نوعه في الشرق الأوسط، الذي يوفر الخبرات في كل التخصصات، كما يتيح لطالبي الخدمة الاستفادة من أصحاب التخصصات النادرة، التي يصعب الوصول إليهم أو تطول مدة الانتظار نظراً لقلة أعدادهم نسبة لمَن يحتاجون مراجعتهم من المرضى. لذلك فإن المستشفى سوف يعمل على بناء شبكة تضم أكثر من (130) مستشفى تتوافر لديها التخصصات النادرة مما يجعله أكبر مستشفى من نوعه في العالم، وهو بذلك يحقق -بإذن الله- هدف الوصول إلى الرعاية الصحية لكل مريض حسب حالته وبأقصر الطرق، كما أن من مهامه إضافة إلى تقديم الخدمات الصحية الافتراضية، وحشد الخبرات اللازمة لتلبية احتياجات المستفيدين أن يعنى بابتكار تقنيات جديدة تعمل على تطوير الخدمات الطبية الافتراضية وتحسينها. إن استعراض الخدمات الافتراضية، التي ستتاح من خلال المستشفى يبين مدى أهمية هذه الخدمات، التي ستتسع وتزداد بالتأكيد في المراحل القادمة -بإذن الله- ليقدم الخدمات الاستشارية ليس للمرضى الأفراد فقط، بل وللمستشفيات الأخرى، التي تحتاج لمثل هذه الاستشارات للاستفادة منها في علاج بعض الحالات، التي تراجعها ضمن هذه التخصصات، كما يوفر الفرصة للأطباء الجدد للاختصاص والاستفادة من التجارب والخبرات لديه ولدى شبكة المستشفيات، التي يتعامل معها وعددها عند التأسيس هو (130) مستشفى وهو عدد لا ينافسه فيه غير مستشفى افتراضي واحد في الولايات المتحدة.. وفي الوقت الذي يحق للمواطن السعودي أن يفخر بمثل هذا الإنجاز، الذي تحققه بلادنا، فإن ذلك يحمل كل منا مسؤولية تقدير هذه الخدمات والقائمين بها والحرص على المحافظة على أوقاتهم والتعاون معهم، وتقبل الإرشادات والنصائح والعمل بها لتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع والوطن، والله الموفق[email protected]_otaish